5 سمات لشخصية العبقري

 اكتشف الرابط بين كلا التخصصين

ما نأكله لا يؤثر فقط على ما نشعر به، ولكن شعورنا يؤثر أيضًا على طريقة تناولنا للطعام.

ولهذا السبب يوجد فرع من علم النفس متخصص في دراسة طريقة تناولنا للطعام. و عادة ما يطلق عليه علم نفس التغذية، أو علم نفس الغذاء.

علم النفس و النظام الغذائي: ترادف ضروري لصحتنا

على الرغم من أن الكثير من الناس لا يعتقدون ذلك، إلا أن علم النفس يمكن أن يكون مهمًا لتحسين الالتزام بنظام غذائي، إما لتحسين صورة الجسم أو للتحكم في تناول الطعام المفرط في حالات زيادة الوزن، حيث توجد متغيرات نفسية مرتبطة بالنجاح عند اتباع نظام غذائي.

لذلك، فإن علماء النفس هم متخصصون يمكنهم تقديم خدماتهم للأفراد لتحقيق تغييرات سلوكية أو تغييرات في نمط الحياة. هناك أدوات (مثل التخطيط الجيد، تجنب المحفزات، و ما إلى ذلك) يمكن أن تكون مفيدة في تنفيذ خطة نظام غذائي ناجح.

يمكن لطبيب النفس أن يساعد بشكل كبير في مكافحة السمنة، حيث أن الجوانب العاطفية مهمة للغاية عندما يتعلق الأمر بإحداث تغيير دائم في العادات التي تؤثر على الأكل. بالإضافة إلى ذلك، في الحالات الشديدة من اضطرابات الأكل ، يعتبر الطبيب النفسي شخصية لا غنى عنها للعلاج الصحيح للأمراض.

الأكل العشوائي : سلوك مضر

كثير من الناس لا يأكلون وفقًا لاحتياجاتهم الغذائية، و لكن العشوائية تدفعهم لتناول الطعام دون رقابة. قد يبدو هذا كعمل يومي، و لكن يمكن أن يكون ضارًا جدًا بالصحة في حالة إساءة استخدام الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة و المحتوى العالي من المواد الضارة بالجسم (مثل الدهون المتحولة).

إن إساءة استخدام فعل الأكل الممتع لا يمكن أن يجعلنا نشعر فقط بمزيد من التعب و نبحث باستمرار عن المزيد من الطعام، و لكن يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة. الأكل العشوائي هو سلوك له علاقة بالمتعة، و بالتالي، يلعب نظام المكافأة دورًا، بوساطة الدوبامين. الدوبامين هو ناقل عصبي يشارك بنشاط في تعزيز السلوكيات الممتعة مثل الجنس أو تعاطي المخدرات.

تؤثر العواطف على نظامنا الغذائي: الأكل العاطفي

في العديد من المناسبات، يعرف الناس أصول الانضباط في الطعام جيدًا، و لكن المشكلة هي أنهم لا يلتزمون بخطة النظام الغذائي لأسباب عديدة: الافتقار إلى الحافز، الأهداف غير الواقعية، المعتقدات السلبية حول الكفاءة الذاتية، التعرض لمنبهات التدخل، و قبل كل شيء، المزاج متدني.

العلاقة بين العاطفة و التغذية واضحة، لأنه في لحظات عدم الاستقرار العاطفي، من المرجح أن نستهلك الأطعمة الدهنية. هذا ليس إيجابيا للتحكم في الوزن و يسبب الدهون الزائدة في النظام الغذائي. عندما نستخدم النظام الغذائي لتهدئة حالتنا العاطفية، فإن هذا يسمى الغذاء العاطفي.

تعتبر المتغيرات النفسية و العاطفية مهمة جدًا للنجاح في النظام الغذائي، حيث إنه ليس طريقًا سهلاً لكثير من الناس. من ناحية أخرى، عليك أن تفهم السلوك البشري وتعلم أنه عندما نشعر بالقلق أو نواجه مشاكل عاطفية، يستجيب العديد من الأفراد بتناول كميات كبيرة من الطعام. بالإضافة إلى ذلك، يسبب الإجهاد أيضًا مشاكل مزاجية تؤثر على تناول الطعام.

الاكتئاب والشراهة عند الأكل

في الحالات الشديدة مثل الاكتئاب، من الشائع أن يزيد الأشخاص المصابون بالاكتئاب ما يتناولونه من طعام بشكل غير متناسب. وفقًا للدليل التشخيصي و الإحصائي للاضطرابات العقلية أثناء مسار الاكتئاب، قد تظهر نوبات الإفراط في تناول الطعام و لكن دون الشعور بفقدان السيطرة (وهو أمر يحدث في اضطراب الإفراط في الأكل).

السبب في أن الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب أو المشاكل العاطفية غالبًا ما يبحثون عن الطعام ليشعروا بتحسن و تهدئة مزاجهم هو أن العديد من الأطعمة تشمل التربتوفان، و هو حمض أميني يسبب إفراز السيروتونين (ترتبط المستويات المنخفضة من السيروتونين بالاكتئاب و الهوس) .

يسبب نقص السيروتونين تأثيرات سلبية مختلفة على الجسم، مثل القلق أو الحزن أو التهيج. نظرًا لأن الجسم لا ينتج التربتوفان، فيجب الحصول عليه من النظام الغذائي. لذلك، فإن الأطعمة الغنية بهذا الأحماض الأمينية تعمل كمضادات طبيعية للاكتئاب.

هناك العديد من الدراسات التي تربط السيروتونين بشعور أكبر بالرفاهية و الاسترخاء و النوم الأفضل و تقدير أكبر للذات و تركيز أكبر و مزاج أفضل. بالإضافة إلى ذلك، فإن السيروتونين له وظيفة مهمة في الدماغ لأنه يقيم التوازن بين النواقل العصبية الأخرى مثل الدوبامين أو النوربينفرين (النورادرينالين). هذه الناقلات العصبية مهمة لأنها مرتبطة بالضيق أو القلق أو اضطرابات الأكل.

أغذية لتحسين رفاهيتنا

فيما يلي قائمة بالأطعمة الغنية بالتريبتوفان:

• ديك رومى
• دجاج
• حليب
• جبن
• سمك
• بيض
• صوجا
• شوكولاتة
• بذور الشيا

أخيرًا، فيما يتعلق بالسيروتونين، ترتبط المستويات المنخفضة من هذا الناقل العصبي بالسلوكيات الوسواسية و اضطراب الأكل بنَهَم.

في دراسة نشرت في مجلة التحقيقات السريرية، الباحثون من مركز أبحاث تغذية الطفل التابع لوزارة الزراعة الأمريكية في كلية بايلور للطب، في هيوستن، و مستشفى تكساس للأطفال في الولايات المتحدة، أثبتوا أن هرمون الاستروجين يمكن أن يزيد من السيروتونين. 

علم النفس المطبق على التغذية

كما ناقشنا، هناك علاقة بين علم النفس و التغذية. يتعامل ما يسمى ب "علم نفس التغذية" مع دراسة و تطبيق هذه الظواهر في كل من ظروفها الطبيعية و تلك التي تحدث في علم الأمراض. جودة الارتباط بين العوامل النفسية و الاجتماعية و العاطفية و التعليمية و التغذية ضرورية للنمو الصحي لأي شخص.

في عالمنا الحالي، و بسبب النظام الاجتماعي و الاقتصادي الحالي، تعلمنا أن نستهلك الكماليات. هذا يسبب أمراضًا أو اضطرابات سلوكية في الأكل مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي إذا لم يعمل المرء على تقليل آثار ثقافة الصورة. هذه الحاجة للتبادل بين التخصصات مثل التغذية و الصحة العقلية، تجعل مساهمة علم النفس ضرورية للنمو الصحي للأفراد.

على سبيل المثال، لا تتعلق مشكلة السمنة بفقدان الوزن فقط، ففي كثير من الحالات هناك جوانب معينة يجب معالجتها و التي لا تتعلق فقط بالنظام الغذائي. الشخص الذي يعاني من السمنة منذ الطفولة لم يكن لديه قط تمثيل لجسمه النحيف. لن تؤثر هذه التغييرات على وزنك فحسب، بل سيكون لها عواقب على هويتك. لذلك، يلعب علم النفس دورًا مهمًا في رفاهية الناس، و التغذية جانب مهم للنمو الكامل للفرد.