ستة فيتامينات أساسية لمساعدة نظامنا العصبي
من الشائع أن نسمع أن تناول الأطعمة الكاملة و الفواكه و الخضروات يمكن أن يساعدنا في إنقاص الوزن و تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
ما هو غير شائع هو أن نسمع أنه بالإضافة إلى هذه الفوائد، هناك مزايا أخرى تؤثر على عقولنا: فهي تحسن الذاكرة، و تزيد من التركيز، و يمكنها حتى أن تمنع مرض الزهايمر.
الفيتامينات و صحة الدماغ
في السنوات الأخيرة، اكتسب الباحثون فهمًا أفضل للفيتامينات التي تعمل على تحسين وظائف المخ و التي سيكون لها أكبر تأثير على الصحة. فيما يلي بعض الفوائد التي تجلبها الفيتامينات لدماغنا:
1. فيتامين (E)
هناك أدلة تشير إلى أن فيتامين (E) قد يفيد الذاكرة لدى كبار السن. وجدت دراسة حديثة من الجمعية الطبية الأمريكية أن المستويات العالية من فيتامين (E) تمنع و تؤخر تطور مرض الزهايمر.
كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن مكون فيتامين (E) المسمى ألفا توكوفيرول هو الأكثر أهمية، لكن عنصرًا آخر يسمى جاما توكوفيرول هو "بالتأكيد المكون الذي له خصائص الحماية العصبية"، كما تقول إيمي شوني، منسقة برنامج التربية الصحية بالمستشفى الجامعي ببروكلين، في نيويورك.
عند تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (E)، مثل اللوز، الطماطم، الجوز و زيت الزيتون، يتم تناول كميات من كل من ألفا و جاما توكوفيرول.
بغض النظر عن العمر، من المهم تناول الكمية المناسبة من فيتامين (E). نقص هذا الفيتامين ليس شائعًا، ولكن يمكن أن يحدث عند الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا قليل الدسم.
2. فيتامين (B9)
يلعب فيتامين(B9) دورًا مهمًا في تكوين الدوبامين، الإبينفرين (الأدرينالين) و السيروتونين، وهي الناقلات العصبية في الدماغ. في الواقع ، تلعب الفيتامينات من صنف B دورًا حاسمًا في الحفاظ على وظائف المخ و الحدة العقلية. بدءًا بحمض الفوليك (فيتامين B9)، و هو ضروري في النمو المبكر للدماغ، تساعد هذه الفيتامينات أجسامنا و دماغنا بعدة طرق.
هناك العديد من الدراسات التي ربطت ضعف الذاكرة بمستويات غير كافية من حمض الفوليك و فيتامين B12 و فيتامين B6. ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين B9 بمستويات عالية من الهوموسيستين، و هو حمض أميني ينتج في جسم الإنسان. يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة من الهوموسيستين في الدم إلى إتلاف بطانة الشرايين و تسبب تجلط الدم بسهولة أكبر مما ينبغي. هذا يزيد من خطر انسداد الأوعية الدموية بسبب تكوين جلطة (خثرة) داخل الوعاء الدموي. يمكن أن تنتقل الجلطة عبر مجرى الدم و تعلق في الرئتين (الانسداد الرئوي) أو الدماغ (السكتة الدماغية) أو القلب (النوبة القلبية).
3. فيتامين (B12)
يلعب فيتامين (B12) عددا من الأدوار في الجسم بما في ذلك تكوين المايلين، وهي طبقة تبطن المحور العصبي لبعض الخلايا العصبية. بشكل عام، العصبون الذي يحتوي على محاور مغلفة بالمايلين ينقل نبضات عصبية أسرع بنحو مائة مرة من الخلايا العصبية غير المبطنة، مما ينتج كفاءة أكبر في عمل الجسم.
يوجد فيتامين (B12) في الغالب في اللحوم و الأسماك، و بالتالي فإن النباتيين أكثر عرضة للإصابة بنقص فيه. يمكن أن يتسبب هذا العجز في فقدان الذاكرة، البطء العقلي أو التأثير سلبًا على الحالة المزاجية.
4. فيتامين (B6)
يساعد فيتامين (B6) في تحويل التربتوفان إلى مادة السيروتونين، و هي مادة كيميائية موجودة في الدماغ. ترتبط مستويات السيروتونين المنخفضة بالاكتئاب و الهوس. يمكن أن يسبب نقص فيتامين (B6) الارتباك،الاكتئاب، فقدان الذاكرة، معدل أسرع لتنكس الدماغ، صعوبة في الانتباه و التعب و الأرق. لذلك، يمكن أن يؤدي تناول كمية كافية من فيتامين (B6) إلى زيادة الطاقة العقلية، التحفيز، وضوح الفكر، تكوين ذاكرة أفضل، تحسين التركيز و صحة الخلايا العصبية، و كذلك تحسين جودة النوم (يحفز تكوين الميلاتونين).،
يعد فيتامين (B6) مهمًا أيضًا في إنتاج أستيل كولين، وهو ناقل عصبي يشارك في ترميز الذاكرة و توحيد المعلومات و وظائف الذاكرة.
من بين الأطعمة الغنية بفيتامين (B6) نجد: الدجاج، السلمون، التونة، الفلفل الأخضر، السبانخ، البروكلي، الفول السوداني، خبز القمح الكامل أو العدس.
5. فيتامين (C)
يشتهر فيتامين (C) بأهميته في الوقاية من السرطان، نزلات البرد، أمراض القلب و الأوعية الدموية، لكن فوائده فيما يتعلق بالدماغ و العقل ليست معروفة جيدًا. وجدت دراسة من وحدة البحوث الطبية بجامعة ماكجيل في كندا أن فيتامين (C) يزيد من مستويات السيروتونين، وبالتالي يحسن المزاج.
بالنسبة إلى جان كاربنتر، مؤلف كتاب دماغك المعجزة، "من الذكاء تناول فيتامين (C)، هذا الفيتامين سي يمكن أن يجعلك أكثر ذكاءً." يعتقد كاربنتر بأن تناول فيتامين (C) يمكن أن يحسن الذاكرة و الوظائف الإدراكية، و بالتالي يحسن النتائج في اختبارات الذكاء.
فيتامين (C)، مثل فيتامين (E)، هو أحد أقوى مضادات الأكسدة. إن الجمع بين هذه الفيتامينات له تأثير وقائي على تطور مرض الزهايمر و مرض باركنسون. بعض مصادر فيتامين (C) هي: البرتقال، الفراولة، البروكلي و السبانخ.
6. فيتامين (D)
يتم الحصول على فيتامين (D) بشكل أساسي من خلال عمل الأشعة فوق البنفسجية (الأشعة الشمسية). و من هنا تأتي أهمية االتعرض لأشعة الشمس بشكل منطقي و مناسب، خاصة بالنسبة للأطفال، حيث يمكن أن يتسبب نقص فيتامين (D) في تسوس الأسنان و تشوهات العظام، من بين عواقب أخرى. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن العثور على هذا الفيتامين أيضًا في بعض الأسماك مثل السلمون أو السردين.
تظهر الأبحاث أن فيتامين (D) ضروري للنمو الطبيعي للدماغ، و قد يمنع التصلب المتعدد. تتفق الدراسات على أنه ضروري لعمل الجهاز المناعي بشكل سليم، نظرا لدوره في منع تكاثر الخلايا الالتهابية المرتبطة بنشاط التصلب المتعدد. يبدو أن تناول مكملات فيتامين (D) بالنسبة لمرضى التصلب المتعدد قد يكون مفيدًا، و بالتالي يوصى به نظرًا للآثار السلبية القليلة التي ينطوي عليها.
من ناحية أخرى، خلص بحث مشترك أجرته جامعة بيتسبرج (الولايات المتحدة) و جامعة كوينزلاند التقنية في أستراليا إلى أن فيتامين (D) يمكن أن يكون له دور تنظيمي في تطوير الاضطرابات العاطفية الموسمية. هذا الاضطراب هو نوع من الاكتئاب مرتبط بالتغيرات الموسمية، و يعتقد أنه يؤثر على 10٪ من السكان، حسب الموقع الجغرافي.